ورقة حول الاتجار بالنساء
ولأن المرأة هي الحلقة الأضعف في البنية المجتمعية هي الأكثر وقوعا ضحية الاتجار في البشر ، ضحية سماسرة يستغلون الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتردية كعوامل دفع، مستعملين عقود العمل والإغراءات المادية كآليات جذب، والتي تنقلب بمجرد الوصول إلى أرض المهجرأوهاما ووعودا كاذبة، وتجد المرأة نفسها قد وقعت في مصيدة الاستغلال الجنسي والاقتصادي(العمالة السرية )عرضة للانتهاكات الجسدية والنفسية والجنسية، والحرمان من حرية التنقل،والتعذيب وسوء المعاملة، واقعات بين مطرقة تجار الجنس وسندان االخوف من الإبلاغ خشية الانتقام أو الاعتقال بتهمة البغاء، أو الدخول غير القانوني لبلاد المهجر، مما يؤدي بالبعض منهن إلى الموت او الانتحار.
وتطبيقا لاستراتيجيته القائمة على مناهضة العنف ضد النساء في مختلف تجلياته وضع اتحاد العمل هذه الظاهرة ضمن أولويات انشغالاته، واشتغاله من خلال المجالات التالية:
ـ خصص اتحاد العمل النسائي وبوصفه منسقا للمحكمة العربية للنساء جلسة المحكمة المنعقدة بالرباط سنة 2009، لمعالجة موضوع الاتجار في النساء ووضع آليات حمائية للحد من الظاهرة ومعالجة تداعياتها، معتمدا كمرجعيات قانونية الاتفاقيات الدولية ، المصادق عليها من طرف أغلب الدول العربية، داعيا إلى تفعيلها ، وإصدار قوانين خاصة للحد من الظاهرة، مستنيرا بتجارب منظمات المجتمع المدني في دول أوربا وأمريكا وتدخلات مسؤولين حكوميين (وزارة الداخلية ـ وزارة التشغيل ـ وزارة شؤون الهجرة) الذين عرضوا إنجازت وزاراتهم في هذا المجال كما قدموا وعودا كثيرة للعمل على الحد من الظاهرة.
ـ جاءت مبادرة اتحاد العمل النسائي واتحاد المرأة الأردنية، ومركز قضايا المرأة المصرية، التي انطلقت في فاتح يناير 2011 ، لتكوين تحالف إقليمي واسع من أجل مكافحة ظاهرة الاتجار في النساء، بدءا من فضح ومحاصرة الظاهرة، ونشر الوعي لدى الأسر والنساء والفتيات بمخاطرها، فالمساهمة في وضع التدابير الضرورية التي تعمل على تجريمها والوقاية منها.
ـ بلورة مشروع قانون من قبل مختصين في الدول الثلاث، يجرم الظاهرة في دول المصدر ودول العبور ودول الاستقبال ، وقد تم اعتماد التعريف الدولي لمفهوم الاتجار بالبشر، وتم التأكيد على أن أي فعل يقع فيه استغلال من أي نوع فهو من وجهة التحالف الإقليمي اتجار، وعلى القانون أن يتصدى له .
ـ حماية النساء ضحايا الاتجار وتوفير كافة الخدمات القانونية التي تكفل لهن إعادة حقوقهن في دول المصدر والاستقبال، وعليه فقد وضعت دول التحالف الثلاثة نظاما مرجعيا يساعد الضحية في الاستفادة من برامج المؤسسات المشاركة ( مراكز الإيواء مثلا)، إلى حين إدماجها مرة اخرى كمواطنة بشكل يحفظ كرامتها.
ـ عمل التحالف الإقليمي على إعداد استراتيجية عمل ركزت على الاعتراف بالظاهرة في الوطن العربي، الذي خلقت له بعض التمثلات الثقافية طابوهات محاطة بأسوار الصمت والإنكار.
ـ توعية المواطنين والمواطنات، النساء والفتيات اللواتي ترشحهن ظروفهن الاقتصادية والاجتماعية ليصبحن ضحايا للظاهرة.
ـ موازاة مع ذلك وضع اتحاد العمل النسائي والتعاون السويسري برنامجا للتوعية والتحسيس خلال سنة 2011 استهدف النساء زبونات صالونات الحلاقة والتجميل في كل من مدينتي الرباط والدار البيضاء، و صاحبات هذه الصالونات والعاملات فيها . لكون هذه الفضاءات تعتبرا مرتعا خصبا لاستقطاب الضحايا.
الموقع الرسمي لإتحاد العمل النسائي 2018. صمم من قبل STUDIO88